الأنفاق عادت إلى العمل بعد ساعات من تعرضها لقصف إسرائيلي (الفرنسية-أرشيف)
أحبطت المقاومة الفلسطينية توغلا للجيش الاسرائيلي في وسط قطاع غزة، في الوقت الذي عاد فيه العمل بالأنفاق التي تربط القطاع مع مصر بعد ساعات من تعرضها للقصف من قبل الطائرات الإسرائيلية.
ميدانيا قال مراسل الجزيرة في غزة إن منطقة دير البلح شهدت توغلا إسرائيليا محدودا، وأطلقت الدبابات الإسرائيلية طلقات عدة بمساندة من المروحيات المقاتلة، مشيرا إلى قيام قوى المقاومة الفلسطينية بالرد على القصف الإسرائيلي بإطلاق قذائف هاون. وتصدت المقاومة للتوغل الإسرائيلي في تلك المنطقة.
وأضاف المراسل أن التوتر العسكري انعكس على الترتيبات الأمنية، فجرى إخلاء المقرات والمراكز الأمنية تحسبا لضربة عسكرية تقوم بها إسرائيل التي واصلت بث رسائل تطالب المواطنين بمغادرة بعض المناطق وعدم التعاون مع المقاومة.
وفي وقت سابق أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها أطلقت ثلاث قذائف هاون على دورية إسرائيلية توغلت شرق المغازي وسط قطاع. وتعد هذه أول مرة تعترف فيها كتائب القسام بتنفيذ عملية عسكرية منذ إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد قبل عشرة أيام.
ومن جهته قال موفد الجزيرة إلى غزة عباس ناصر إن الأزمة الكبيرة التي يعيشها المواطنون في القطاع أزمة معيشية وإن الهاجس الأمني قياسا مع ذلك يأتي في مرتبة أقل في اهتمامات الفلسطينيين، خصوصا في ظل عدم توافر المواد الأساسية للحياة واستمرار إغلاق المعابر.
تصريحات باراك
من جهة أخرى قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إنه من الجائز أن تتعرض إسرائيل إلى هجوم "لكننا في الطريق إلى تحقيق الهدوء"، لافتا إلى أنه ألغى سفره إلى الولايات المتحدة للوقوف عن كثب على التطورات.
وقال باراك خلال مهرجان يوم الديمقراطية بكلية هرتزيليا الأكاديمية إن هذه فترة انتقالية من عملية عسكرية إلى تهدئة، والجيش الإسرائيلي عمل الليلة الماضية ضد الأنفاق كجزء من رد الفعل على الهجوم قرب الشريط الحدودي والذي قتل خلاله قصاص الأثر أمس.
وتوعد باراك بالرد على عمليات المقاومة مشيرا إلى أن ثمة أمرا واحدا لم يتم تحقيقه بعده وهو تحرير الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة.
الأنفاق تعمل
وكانت المقاتلات الإسرائيلية قد شنت فجر الأربعاء ثلاث غارات استهدفت الأنفاق التجارية في المناطق الحدودية بين قطاع غزة ومصر، واستهدفت بغارة أخرى أحد عناصر حماس في خان يونس أمس، ردا على مقتل جندي إسرائيلي وإصابة ثلاثة آخرين في أول هجوم فلسطيني منذ وقف إطلاق النار قبل تسعة أيام.
من جهة أخرى عاد العمل في الأنفاق التي تربط غزة بمصر بعد ساعات فقط من قصف الطائرات الإسرائيلية بقصف شبكة الأنفاق الحدودية. ولا يخفي المشتغلون بها عملهم.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء أن العمل جار تحت بصر أفراد من قوات حرس الحدود المصريين وقفوا على مسافة 50م إلى الجنوب، حيث إن كثيرا من الأنفاق يعمل بأنظمة متطورة ويبدو أنها نجت من القصف الإسرائيلي الذي استمر أسابيع.
وليس هناك شيء خاف في شأن الحفارات والجرافات الضخمة اللامعة التي تروح وتجيء محدثة جلبة في المنطقة الترابية التي تعرف باسم ممر صلاح الدين (فيلادلفي) الذي يفصل قطاع غزة عن شبه جزيرة سيناء المصرية.
وصارت الأنفاق الطريق الرئيسي للسلع بما فيها الوقود لـ1.5 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع منذ أن شددت إسرائيل حصارها له بعدما انتزعت حماس السيطرة عليه عام 2007 من قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ومن جهة أخرى واصلت قوات الاحتلال عمليات الدهم والاعتقال في مدن وبلدات الضفة الغربية، حيث اعتقلت فجر الأربعاء ثمانية فلسطينيين أثناء حملة مداهمات في قرية زبوبا بمحافظة جنين شمال الضفة بعدما اقتحمتها في ساعة متأخرة من الليل وفرضت منع التجول على أهلها